حذر خبراء التغذية بالمركز القومى للبحوث من
مواد خطيرة تدخل أجسامنا كل يوم دون أن ندرى وتسبب أمراضا خطيرة بدأت تنتشر بصورة مقلقة.
وأكدوا تزايد معدل إصابة الأطفال
بأنواع من السرطانات لم تكن منتشرة من قبل وكذلك تزايد أمراض مثل أنواع من الزهايمر وأمراض الجهاز العصبى وسرطانات الجلد وتأخر الذكاء والإدراك عند بعض الأطفال، والضعف الجنسى عند بعض الشباب، والإجهاض المبكر وتشوه الأجنة لبعض الحوامل من السيدات، وكذلك العقم والخلل فى عملية التبويض وغيرها من الأمراض.
وقال د.جمال نوب الاستاذ بالمركز إن الوقاية من هذه الكيماويات الخطيرة ممكنة عن طريق تغيير بعض السلوكيات الخاطئة فى التعامل اليومى مع الغذاء فى مراحل النقل والتغليف فإذا اتبعنا الأسلوب الصحى فى التعامل مع الأغذية الطازجة وخاصة الساخنة منها فسوف نقى أنفسنا كثيرا من الأمراض الخطيرة.
وأضاف: يجب عدم التعامل مع أوراق الصحف أو المجلات فى تغليف الأغذية وكذلك عدم استخدام أكياس البلاستيك (السوداء) فى نقل الغذاء أو الخضراوات أو الفواكه أو حتى الأغذية الجافة مثل البقوليات وغيرها لأنها تلوث بمواد كيماوية صنعت منها تلك الأكياس وأقصد هنا والكلام للدكتور جمال نوب- الأكياس البلاستيكية المصنوعة من المخلفات التى أعيد تدويرها، وقد تم تمييز تلك الأكياس عن الأكياس الأخرى باللون الأسود فيجب أن يقتصر استعمال تلك الأكياس على القمامة ونقل المواد غير الغذائية.
وأكد د.نوب أن الإفراط فى استخدام المبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية تشكل خطورة كبيرة خاصة استخدام المبيدات التى ترش فى الغرف المغلقة لقتل الناموس والذباب فمن المؤكد أن الرذاذ المتساقط من تلك المبيدات على الأمتعة والأدوات التى نستخدمها تدخل أجسامنا ولو بجرعات صغيرة ولكنها تتراكم فى الجسم وتسبب أمراضا خطيرة.
وأشار إلى انه يجب ترشيد استخدام المبيدات ويكون فى حدود الحاجة لذلك، لأننا نرى أن بعض المواطنين يقوم برش المبيدات كعادة يومية والأخطر أن البعض الآخر يعتبرها مطهرة وهذا أمر خطير فى السلوكيات اليومية لبعض المواطنين كذلك الإفراط فى استخدام المنظفات الصناعية فى غسيل الأوانى والأطباق المستخدمة فى الطبخ دون شفها جيدا بالماء للتخلص مما يعلق بها من مواد كيماوية تدخل فى تركيب هذه المنظفات.
واضاف ان الأطفال أكثر الفئات العمرية تأثرا بالتلوث الكيماوى والإفراط فى تعاطى الأدوية، نظرا لأن الأعضاء المهمة فى جسم الطفل مثل الكبد لم تصل بعد إلى مرحلة النمو والتطور الذى يمكنها من عملية التمثيل الغذائى الكامل خاصة فى التخلص من تراكم الكيماويات الضارة الناتجة عن تعاطى الأدوية أو التعرض لجرعات عالية من أى كيماويات أخرى، حيث إنه من المعروف أن الكبد والكلى هما العضوان الأساسيان فى التخلص من السموم التى قد تتراكم فى الجسم، وبالتالى يكون الأطفال أكثر تأثرا بأضرار الإفراط فى تعاطى الأدوية بدون ترشيد.
ولتلافى هذه الأضرار يجب بل من الضرورى عدم تعاطى الأدوية إلا بأمر الطبيب وكذلك تكرار التعاطى يكون أيضا بأمر الطبيب المعالج، كما يجب أن تحدد الجرعات للطفل حسب الوزن والعمر ولأيام محددة.
من جانبها قالت د.سحر العقبى أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث إن هناك العديد من الخضراوات والفواكه تحتوى على مركبات ذات فاعلية بيولوجية يطلق عليها المكونات الوظيفية وهذه المكونات لها فوائد كثيرة للحد من الأمراض كما أنها تقى الجسم من السموم التى يتعرض لها الإنسان، ومن أمثلة هذه الخضراوات والفواكه (العنب) فهو يساعد على تنقية الجسم من السموم والفضلات الضارة كما أنه منشط لجهاز المناعة ويفيد مرضى الكبد المزمن ويزيد من إدرار العصارة الصفراوية وينشط وظائف الكبد، ويفيد فى حالات الإمساك والنقرس.
واشارت د.سحر الى أن تناول الخيار يساعد على تنقية الدم من السموم كما أنه مدر للبول ويحتوى على نسبة جيدة من الألياف. لذا فإنه له خاصية مالئة ويعطى إحساسا بالشبع يجعله ضروريا لمرضى السمنة كما أنه يحتوى على سعرات حرارية قليلة حيث إن كل 100 جرام خيار تحتوى على 20 سعرا حراريا فقط.
أما نبات (الكرنب) فتقول د.سحر إنه يحتوى على مواد مضادة للسرطان وهذه المواد هى (الأندولات- والكبريت- والهستدرين) وهى مواد تعمل على إزالة التأثير السام المسرطن ويقاوم الكيماويات الضارة المضافة لبعض الأغذية كما يزيد من فاعلية المركبات الطبيعية بالجسم.
أما الطماطم فهى من الخضراوات الغنية بعنصر البوتاسيوم لذا فهى مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع الذين يفقدون عنصر البوتاسيوم أثناء تناول العقاقير المدرة للبول كما أنها تفيد فى حالة التلوث الكيميائى لاحتوائها على عنصر (الكلورين- والكبريت) وهما ضروريان لمكافحة السموم التى يتعرض لها الجسم، كما أن الكلورين يحفز الكبد للتخلص من السموم، أما الكبريت فيحمى الكبد من التليف بسبب الملوثات الكيميائية.
أما نبات (الجزر) فيحمى الإنسان من التلوث البيئى والغذائى كما أنه يخفض (الكولسترول) فى الدم ويحد من فرص الإصابة بالسرطان لاحتوائه على مادة (الكاروتين) بالإضافة إلى مواد أخرى، كما أنه يزيد من كفاءة الجهاز المناعى بالجسم.
واكدت د.سحر العقبى أن تناول خضراوات (الشاكوريا) أو ما يعرف بنبات (الجعضيض) ونبات (السريس) والتى تكثر فى الحقول المصرية ويقبل على تناولها سكان الريف المصرى فهى خضراوات مهمة جدا لأنها تنظف الجسم من السموم ومفيدة لمرضى الكبد و المرارة.